
✨⏱️ عُبُودِيَّةُ الوَقْتِ ⏱️✨
بِسْمِ اللهِ، وَالحَمْدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّهُ مِنْ فِقْهِ الأَعْمَالِ أَنْ يَعْلَمَ العِبَادُ أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَحَبَّ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ عُبُودِيَّاتٍ هِيَ أَفْضَلُ وَأَوْلَى مِنْ غَيْرِهَا، وَهَذَا مَعْلُومٌ مَشْهُورٌ، وَمَنْ فَهِمَ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلِمَ أَنَّ أَوْلَى العُبُودِيَّاتِ فِي النَّوَازِلِ وَأَحَبَّهَا إِلَى اللهِ تَعَالَى عُبُودِيَّتَانِ: عُبُودِيَّةُ مُتَعَلِّقَةٌ بِدَفْعِ النَّازِلَةِ، وَعُبُودِيَّةٌ أُخْرَى مِنْ أسبابِ رَفْعِ النَّازِلَةِ، وإنه من أَوْلَى العُبُودِيَّاتِ وَأَحَبِّهَا إِلَى اللهِ تَعَالَى
فِي نَازِلَتِنَا هَذِهِ الأَيَّامِ عُبُودِيَّتَانِ: الأُوْلَى التِي هيَ من أسبابِ دَفْعِ النَّازِلَةِ: الاشْتِغَالُ بمُدَاوَاةِ المُصَابِينَ، وَالقِيَامِ عَلَى أُمُورِهِم، وَحِفْظِ نِظَامِ البَلَدِ وَأَمْنِهَا، وَإِغَاثَةِ الفُقَرَاءِ، وَأَصْحَابِ الأَعْمَالِ البَسِيطَةِ الذِينَ رِزْقُهُم يَوْمٌ بِيَوْمٍ، وَالإِعْلَامِ وَالوَعَظِ المُوَجَّهِ لِتِلْكَ النَّازِلَةِ، وَشِبْهِ ذَلِكَ، أَمَّا العُبُودِيَّةُ الثَّانِيَةُ التِي هِيَ مِنْ أَسْبَابِ رَفْعِ النَّازِلَةِ؛ فَهِيَ الافْتِقَارُ إِلَى اللهِ تَعَالَى، وَإِظْهَارُ الحَاجَةِ وَالضَّرَاعَةِ؛ فَإِنَّ افْتِقَارَ العِبَادِ مَقْصِدٌ مِنْ مَقَاصِدِ البَلَاءِ؛ وَسَبِيلُهُ: الإِكْثَارُ مِنَ السُّجُودِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالتَّعَوُّذَاتِ وَالرُّقَى وَالأَذْكَارِ المُنَاسِبَةِ لِلنَّوَازِلِ، وَشِبْهِ ذَلِكَ؛ فَإِنَّهُ مَا رُفِعَ البَلَاءُ بِمِثْلِ الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ، فَهَدْيُ النَّبِيِّينَ عَلَيْهُمُ السَّلَامُ أَجْمَعِينَ -آدَمَ فَمَنْ دُونَهُ- أَنَّهُم كانوا إِذَا حَزَبَهُم أَمْرٌ؛ اعْتَصَمُوا بِالسُّجُودِ، وَلَيْسَ مِنَ الفَهْمِ الاشْتِغَالُ بِمُطَالَعَةِ نَافِلَةِ العِلْمِ؛ إِلَّا تَحْرِيرَ عِلْمٍ احْتِيجَ إِلَيْهِ، أَوْ عِلْمًا يُخشَى فَوَاتُهُ، وَإِذَا مَا وَجَدَ المَرْءُ مِنْ نَفْسِهِ اسْتِثْقَالًا لِلْعِبَادَةِ فِي أَوَانِهَا؛ فَإِنَّهُ لَا يُبَشَّرُ بِخَيْرٍ؛ فَيُخْشَى أَنْ يَكُونَ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهَا، وَإِذَا رَأَى نَفْسَهُ مُقْبِلًا عَلَى نَافِلَةِ عِلْمٍ -عَلَى فَضْلِهَا- فِي أَوَانِ العِبَادَةِ؛ فَإِنَّهُ لَا يُبَشَّرُ بِخَيْرٍ؛ فَيَخْشَى أَنْ تَكُونَ شَهْوَةَ التَّكَثُّرِ مِنَ العِلْمِ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ..
فَيَا أَيُّهَا العَامِلُونَ فِي تَطْبِيبِ النَّاسِ، وَيَا رِجَالَ الأَمْنِ وَالشُّرطَةِ، وَيَا أَيُّهَا الدُّعَاةُ وَالإِعْلَامِيُّونَ، انْزِلُوا المَيْدَانَ؛ فَأَنْتُمْ قَائِمُونَ عَلَى أَحَبِّ الأَعْمَالِ، وَمَا فَضُلَ مِنْ أَوْقَاتِكُم، فَاصْرِفُوهُ فِي الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ.
وَيَا أَيُّهَا المَحْجُورُونَ فِي المَحَاجِرِ الإِجْبَارِيَّةِ وَالذَّاتِيَّةِ، وَيَا عُمُومَ النَّاسِ، أَقْبِلُوا عَلَى الصَّلَاةِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالأَذْكَارِ وَالرُّقَى وَالتَّعَوُّذَاتِ.
وَيَا أَهْلَ العِلْمِ، اطْوُوا كُتُبَكُم، إِلَّا عِلْمًا يُصْلِحُ النَّاسَ، وَالْزَمُوا مَحَارِيبَكُمْ، وَاعْبُدُوا كَمَا عَلِمْتُمْ، وَعَلَّمْتُمْ وَافْتَقِرُوا لِرَبِّـكُم؛ حَتَّى تَذْهَبَ ذَرْوَتُهَا، وتنكسرَ حِدَّتُها، وَيَأْمَنَ النَّاسُ.
4-9-2020م
إرسال تعليق