
📖🕯 المَوْتُ السَّعيدُ 🕯📖
لا أَحَدَ إلا وسَيَطْرُقُهُ الموتُ، وسَيَفْجَؤُهُ بَغْتَتُهُ؛ فَشَقِيٌّ بالموت، وسعيد، فما تُحِبُّ أن تُقَابِلَ اللهَ تعالى عليه وتَسْعَدَ به؛ فكُنْ عليه الآن، ولا تُبالِ حينها متى يأتيك مَلَكُ الموتِ؛ فليس لك عَهْدٌ بالحياة لحظة واحدة؛ فربما كانت هذه الساعةُ ساعَتَكَ.
وإنَّ أفضلَ أحوال العبد للقاء ربه عز وجل خَلَّتَانِ: تَحْلِيَةٌ، وتَخْلِيَةٌ:
* أما الخَلَّةُ الأولى، فالتَّحْلِيَةُ؛ فَتَتَحقَّقُ بأربعة أمور: ** الأمر الأول: إخلاص الدين لله تعالى، وَيَتَحَقَّقُ الإخلاص بتخليص العمل من ثلاثة أشياء: الرياء، والعُجْبِ، وطَلَبِ العِوَضِ عليها من غير الله تعالى، وملاك ذلك كله بالتخلص من حظوظ النفس في الأقوال والأعمال كلها.
** الأمر الثاني: سلامة القلب، وتتحقق سلامة القلب بشيئين:
* الأول: تطهير القلب من كل قبيح: الحسد والبغي والحقد والكِبْرِ وسوء الظن والبُغض للمسلمين والمكر السَّيِّء بهم ...
* والثاني: عمارة القلب بكل مليح: محبة الله تعالى وتعظيمه وخشيته ورجاؤه والافتقار له... والنصح للمسلمين، ومحبتهم، وحب الخير لهم، ونصرتهم...
** الأمر الثالث: إصلاح الصلاة: ويتحقق صلاحها بشيئين:
* الشيء الأول: إصلاح ظاهرها، ويتحقق بِحالينِ:
* الأول: أن يصلي العبد صلاة صحيحة، موافقة لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم،
* والثاني: أن يؤديها في المساجد جماعة.
* والشيء الثاني: إصلاح باطنها؛ ويتحقق بتحقق الخشوع فيها، ويتحقق الخشوع بثلاثة أحوال:
* الأول: أن يُقْبِلَ على قلبه، فيحفظه من الوساوس والأفكار.
* والثاني: أن يُقْبِلَ على فِكْرِهِ، فيَشْغَلَهُ بالتَّفَكُّر فيما هو فيه من أمر الصلاة؛ فيُعْطِي كل ركن حقَّه من العبودية.
* والثالث: أن يُقْبِلَ على ربه عز وجل بالتعظيم والإجلال؛ فيستحيي أن يراه في صلاته مُشْتَغِلَ القلب والفِكْرِ بغيره.
** والأمر الرابع: صدق الولاء، ويتحقق بشيئين:
* الأول: موالاة الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأولياء الله تعالى الصادقين.
* والثاني: البراءة من أعداء الله تعالى، وممن والى أعداءه.
* وأما الخلة الثانية، فالتَّخْلِيَةُ؛ وتَتَحَقَّقُ بالتَّنَزُّهِ عن أمرين:
** الأمر الأول: مخالفة الله تعالى في أمره ونهيه، فيفعل كل ما يحبه الله تعالى، ولو خالف هواه، ويترك كل ما يبغضه الله تعالى، ولو وافق هواه.
** أما الأمر الثاني: فَيَتَحَقَّقُ بالتَّنَزُّهِ عن شيئين:
* الأول: التَّنَزُّهِ عن حقوق الخَلْقِ: المادية: من ديون، وظلم، وأكل للحقوق، وأَذِيَّةٍ... * الثاني: التَّنَزُّهِ عن الحقوق المعنوية: من غيبة، ونميمة، وسوء ظن، وحسد، وازْدِرَاءٍ...
فمن وُفِّقَ لهذه الأمور؛ فلا يضرُّهُ متى يأتيه ملك الموت؛ فَسَيُنادَى عليه عند الموت بأعظم نداء: "يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً"،، وسيكونون مِمَّنْ: "تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بالجَنَّةِ التِي كُنْتُمْ تُوعَدُوَن"، وسيكون مَجْلِسُهُ في المآل عند اللقاء: "فِي جَنَّاتٍ ونَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ"، وهنيئا له حينها الموت السعيد، والبعث السعيد، والمآل السعيد!!!
إرسال تعليق